
تحضير القهوة العربية.. بالطريقة التقليدية القديمة
تعد عملية إعداد القهوة العربية حساسة جداً، فأي خلل في المقادير يؤدي على الفور إلى تغيير واضح في قوام وتأثير القهوة العربية.
ويجب أن تُتطبخ القهوة في إناء مصنوع من مواد عالية الجودة، حتى لا يتأثر مذاقها بالمعدن، لإن القهوة تمتاز بقدرتها على اكتساب الروائح المحيطة.
وبشكل عام يؤثر نوع البن المستخدم ودرجة التحميص في نكهة القهوة وعلى مذاقها النهائي، كما أن البهارات التي تضاف في دلة القهوة العربية تكسبها نكهة مميزة.
وتختلف طرق التحضير والتقديم وفقاً لثقافة المنطقة التي تعد فيها القهوة العربية.
أدوات تحضير القهوة
يطلق العرب على أدوات تحضير القهوة، «المعاميل»، ومن أبرزها:
المحماس (المحماسة) هو قرص اسطواني مجوف من الداخل، له ذراع يمسك بها وتوضع فيه حبوب القهوة، لتحميصها على النار.
يد المحماسة: هي عتلة من حديد طويلة، تحرك حبوب القهوة بعد وضعها في المحماس، لتحميص البن بصورة جيدة.
مبرد القهوة: وهو أداة مثلثة الشكل، محفورة من الداخل بشكل أنسيابي واسع، مكشوف ومفتوح من الخلف ومغلق من أعلاه من الأمام ضيق، ويستخدم لتبريد البن بعد حمسه وقبل دقه في النجر، ويصنع المبرد من الخشب، وهذه العملية هامة في إعداد القهوة، لإنها تسمح لحبوب البن، بإفراز الغازات المحتبسة داخلها، الأمر الذي يحسن مذاق القهوة ويقلل مرارتها.
النجر: وتدق فيه حبوب القهوة المحمصة، في أغلب مناطق الجزيرة العربية قديماً، وفي أغلب البلدان العربية تدق القهوة في نجر نحاسي وبيد نحاسية، وفي بعض المناطق يكون مصنوعاً من الخشب.
يد النجر: وهي مطرقة نحاسية تستخدم في طحن حبوب القهوة، داخل النجر لجعلها ناعمة كالدقيق.
الملقط: وهو عبارة عن أداة مصنوعة من الحديد تستعمل لتحريك الجمر بموقد النار.
الملقمة: وهي إبريق يستخدم في طبخ القهوة حتى تغلي وتكون صالحة لإضافة البهارات لها.
البيز: وهي قطعة مصنوعة من القماش، لإمساك الأواني الساخنة، وتستخدم لإمساك الدلة.
الدلة: هي إناء يصنع من النحاس الأصفر أوالنحاس الأبيض أوالفضة، إستخدمها العرب لإعداد وتقديم القهوة العربية، تختلف تصاميمها باختلاف المنطقة المستخدمة فيها، مثل دلة الرسلان، والدلة القريشية، والحساوية، والحجازية، والإماراتية، والبغدادية.. إلخ.
الفناجيل: وتصب فيها القهوة وتقدم للحاضرين.
كيفية تحضير القهوة العربية بالطريقة القديمة:
لإعداد القهوة العربية التقليدية بالطريقة القديمة، عدة خطوات ثابته، وقد تختلف في طريقة تنفيذها أو تسميتها من منطقة إلى أخرى.
في البداية، يتم وضع حبوب القهوة في المحماسة، لحمس أو تحميص البن على النار، ويتم تقليبها باستمرار بيد المحماسة.
ويفتخر أبناء البادية بأن يكون المحماس أسود اللون من النار، ويعتبرونه من الكرم، لأنه يدل على كثرة حمس البن فوق النار.
وقد أثر المحماس كثيراً في حياة أبناء البادية، حتى أطلقو على أبنائهم اسم (محماس) ،وذلك لفخرهم به، وتغنوا به في أشعارهم.
هذي فعول محرقين المحاميس كرم السبال محرقة كل محماس
بعد الانتهاء من تحميص حبوب البن، يتم وضعها في المبرد حتى تبرد، وتخرج الغازات المحتبسة في حبة البن، فتقل مرارتها وتبرز نكهتها، وتصبح جاهزة.
ثم توضع حبوب القهوة في النجر، لدقها وطحنها، ويعتبر دق النجر فناً قائماً بذاته، إذ تعبر إيقاعته الرنانة عن دعوة لتناول فنجال من القهوة، وتختلف دقات النجر من شخص لإخر ويقسم أبناء البادية دق النجر إلى ثلاثة أنواع، التثليثة والتربيعة والتخميسة.
وتضاف القهوة إلى الملقمة، ثم يصب الماء المغلي في الملقمة، وتطبخ على نار هادئة لنحو ربع ساعة، وسميت بذلك لأنها تطبخ القهوة، حتى تغلى وتكون صالحة، لوضع البهارات على القهوة.
ويضاف الهيل المطحون إلى الدلة ثم تصب القهوة فيها، وتُوضع على النار الهادئة لمدة دقيقة أو دقيقتين.
وبعد ذلك تُبعد القهوة عن النار، ولا تُحَرَّك لمدة دقيقة، وذلك كي تنزل شوائب القهوة في قاع الدلة.
وكان يستخدم العرب قديماً للفلترة، «الثامة» أو ليف الدلة وهو عبارة عن ليف يؤخذ من جذع النخلة ويوضع في الثعبة (مصب الدلة).
وجرت العادة أن تقدم القهوة العربية للضيوف، مع التمر للضيوف كرمزاً أصيلاً للكرم في التراث العربي .