تعد قصيدة القهوة للقاضي، من أهم قصائد الشعر النبطي عن القهوة السعودية، ويطلق لفظ «الشعر النبطي» على قصائد العرب المنظومة بلهجات خليجية، مثل اللهجة السعودية، كما يطلق نفس الأسم، على بعض نصوص شعر أهل اليمن والأردن وبادية العراق وفلسطين وسوريا، ويعتبر محمد العبدالله القاضي التميمي، من أشهر شعراء النبط في المملكة العربية السعودية.
ويذكر أنه كان في مجلسٍ، تحدوه فيه أصحابه أن ينظم قصيدةً، لا غزل فيها، ولا تقل عن 30 بيتاً، فأجابهم أنه سيصغها في قهوتهم ومعاميلهم، وجلس طويلا يحدق في دلة كانت أمامه، ثم كان هذا مطلع القصيدة،
يـامـلّ قـلـبٍ كلـمـا الـتـم بالاشـفـاق
مـن عـام الاول بـه دواكيـك وخـفـوق
كنـه مــع الــدلاّل يجـلـب بـالاسـواق
وعامين عن معـزّل الوسـط ماسـوق

يامل قلب كل ما التـــم الأشفــــــاق
يجاهد جنود في سواهيـــج الأطــراق

إلا عن له تذكـــار الأحبــاب واشتــــاق

قربت لــه من صافـي البــن مــــا لاق

أحمس ثلاث يانديمــي على ســـاق

حـذراك والنيــــه وبـــالك والأحـــــراق

لا أصفـر لونــه ثم بشـــت بالأعـــراق

وعطت بريـح فاخـــر فاضـــح فـــــاق

دقه بنجـر يسمعــه كــل مشتــــاق

ولقم بـدلة مـــولع كنـــــها ســـــاق

خله تفـوح وراعي الكيــف يشتــاق

أصغر قموره كالزمـــــرد بالأشعـــاق

وزله على وضحا بها خمسة ارنــاق

مع زعفران والشمطري إلا انســاق

فالا اجــتمـع هــذا وهــذا بتــيفــاق

بفنجال صين زاهـي عند الأرمــــاق

إلا انطلق من ثعبتـة تقـل شبـــراق

شكل على الفـنجــال لونــه إلا راق

ذوقه إلا منـه تســلسـل بالأريـــاق

راعيه كنه شــــــارب ريــق ريـــــاق

من عــام الأول به دواكيـك وخفـــوق
ويكشف له أسرار كتمها بصنــــدوق

باله وطاف بخاطـره طاري الشــــوق

بالكف ناقيهــا من العــذف منســوق

ريحه على جمر الغضا يفضح السوق

واصحا تصير بحمسة البــن مطفـوق

صفرا كما الياقوت يطرب له المـــوق

ريحه كما العنبر بالأنفــاس منشـوق

راع الهـوى يطــرب إلا دق بخفــــوق

مصبــوبة مربوبـــة تقـــل غرنـــــــوق

إلا طفــح لــه جوهـــر صح لــــه ذوق

وكبـــار هالطافـح كما صافي المــــوق

هيل ومسمــار بالأسبــاب مسحــوق

والعنبــر الغالي على الطــاق مطبــوق

صبه كفيت العـوق عن كـــل مخلـــوق

يغضي بكر سيه كما إغضــاي غرنــوق

رنق تصـور بالحمامـــه على الطـــــوق

دم الغـــزال إلا انـمــزع منـــه معلــوق

عليـــه من مـــاء صــافي الورد مذلـوق

كاس الطرب وســــرور من ذاق له ذوق