
في رحاب نصوص القصائد العربية.. ماذا قيل عن القهوة؟
للقهوة في الأدب العربي، مكانة خاصة، فـعشاق القهوة من الأدباء العرب لا حصر لهم، بل أن القهوة بجميع اللغات، اتخذت مكانة رفيعة في كل ألوان الأدب العالمي، فتغنى الشعراء العرب بالدلة، وأدوات صنع القهوة المختلفة.
تحتفظ القهوة العربية بمكانة خاصة في نفوس الشعراء العرب، يعتقد العديد من الأدباء أن القهوة رفيقة السكون، وذهب آخرون إلى أنه يجب أن نحتسى القهوة مع من نحب، فصور الأدباء عذراء الصباح، في شتى صور الأدب، وتنافسوا في تصويرلحقاتها، مثل الدلة، وغيرها من المعاميل.
ونستهل رحلتنا مع القهوة في الأدب العربي، بـ بيت شعر عن القهوة العربية، إذ يقول الشاعر العربي أبي تمام الطائي:
وقهوة كوكبها يزهرُ … يَسطَعُ مِنها المِسكُ والعَنبرُ
وردية يحثها شادنٌ… كأنّها مِنْ خَدهِ تعصرُ”
ولـ أبي نواس أبيات عديدة عن القهوة العربية، ومن أشهرها البيت التالي:-
يا خاطبَ القهوة الصّهباءِ، يا مَهُرها بالرّطلِ
يأخذ منها مِلأَه ذهبا قصّرْتَ بالرّاح
فاحْذَرْ أن تُسمِّعها
فيحلِفَ الكرْمُ أن لا يحملَ العنبَ
ومن أهم قصائد الشعر النبطي عن القهوة العربية، قصيدة القهوة للقاضي، ويطلق لفظ «الشعر النبطي» على قصائد العرب المنظومة بلهجات خليجية، مثل اللهجة السعودية، كما يطلق نفس الأسم، على بعض نصوص شعر أهل اليمن والأردن وبادية العراق وفلسطين وسوريا، ويعتبر محمد العبدالله القاضي التميمي، من أشهر شعراء النبط في المملكة العربية السعودية.
ويذكر أنه كان في مجلسٍ، تحدوه فيه أصحابه أن ينظم قصيدةً، لا غزل فيها، ولا تقل عن 30 بيتاً، فأجابهم أنه سيصغها في قهوتهم ومعاميلهم، وجلس طويلا يحدق في دلة كانت أمامه، ثم كان هذا مطلع القصيدة،
يـامـلّ قـلـبٍ كلـمـا الـتـم بالاشـفـاق
مـن عـام الاول بـه دواكيـك وخـفـوق
كنـه مــع الــدلاّل يجـلـب بـالاسـواق
وعامين عن معـزّل الوسـط ماسـوق
ويقول فيلسوف القهوة، محمود درويش، القهوة لمن أدمنها مثلي، هي مفتاحُ النهار، وللشاعر الفلسطيني الشهير، أقوال في القهوة كثيرة، وقصائد عن القهوة لا تزال خالدة حتى يومنا هذا.
ومن اجمل ما قيل عن القهوة في نصوصه الأدبية النثرية قوله:
والقهوة، لمن يعرفها مثلي؛ هي أن تصنعها بيديّك، لا أن تأتيك على طبق، لأن حامل الطبق هو حامل الكلام،
والقهوة الأولى يفسدها الكلام الأول لأنها عذراء الصباح الصامت. الفجرُ، أعني فجري، نقيضُ الكلام.
ورائحة القهوة تتشرّب الأصوات، ولو كانت تحيةً مثل صباح الخير وتفسد.
وتعد قصيدة ذاكرة النسيان، من أهم أعمال الشاعر محمود درويش، وهي قصيدة نثرية، تتناول الأحداث في لبنان عام 1982. ويعبر من خلالها عن حبه للقهوة وأهميتها في تيسير أمور حياته.، فيقول درويش
لا أريد غير رائحة القهوة
ولا أريد من الأيام كلها غير رائحة القهوة
رائحة القهوة لأتماسك لأقف على قدمي
ويذكر أن قصائد محمود درويش عن الوطن اقترنت بالقهوة، محمود درويش كان يرسم في أعماله علاقة جماليه بين القهوةوالمرأة، فكان يصف القهوة كالانثى.
شعر عن القهوة نزار قباني
وفي نهاية رحلتنا لا يمكننا أن ننسى ابيات قيلت في القهوة، صاغها شاعر الحب، نزار قباني من قصيدته الشهيرة «في المقهى»
يثب الفنجان من لهفته في يدي ، شوقا إلى فنجانها
آه من قبعة الشمس التي يلهث الصيف على خيطانها
بيت شعر أخر عن القهوة نزار قباني من قصيدة بعنوان «ربما»
إشْرَبي القَهْوَةَ يا سيّدتي..
فالجميلاتُ قضاءٌ وقَدَرْ..
والعيونُ الخُضْرُ والسُودُ..
قضاءٌ وقَدَرٌ..
سواء كان الشعر يصف القهوة، أو يتخذها الشاعر سبيلاً لمبتغاه، لن ينتهي القصيد غزلاً بها، فهي، كما صورها الشاعر، أخت الوقت، لا تشرب على عجل، بل على مهل.